:
:
في ليلة عاصفة من ليالي الشتاء الماضي ...
لم نستطع الخروج من المنزل من شدة الرياح والزوابع الرعدية المدوية....
فذهب كلاً لحجرته ليدفأ فكانت الدفاية شديدة الحمرة...
فقربت يدي منها لم أشعر بحرارتها من قسوة البرد....
ليلة فضيعة مملة باردة طويلة ..
وضعت رأسي على وسادتي لكن لم أستطع النوم من صوت الرعد المخيف...
ومن الرياح العاصفة التي كانت تلعب حتى بستائر نافذتي...
أخذت أفتش عن مايسلي وحدتي ويؤنس ليلتي ..
فأخذت الريموت وأخذت أفتش عما يكسر روتين هذه الليلة الكئيبة....
فلم أجد غير أشياء تافهة تزيد الضيق ضيقاً ...
فشعرت بالإختناق ليتني لم افتح التلفزيون تلك الليلة...
فأقفلته ورميت الريموت جانباً...
واخذت أبحث عن النوم ولكن لم أستطع ..
قمت بكل تمارين الإسترخاء لكن دون جدوى ...
فخطرت لي فكره لماذا لاأقوم بجرد خزانة ملابسي ...
فقمت وبدأت في إخراج هذا الكم المتكدس من الفساتين والتنانير والملابس المطرزة والمزركشة ...
وقمت بتقسيمها وبترتبها ورمي التالف منها وأما القديم الذي لم يزل جديداً وانا لاأحتاجة وضعته في حقيبة لأعطي والدي غداً لإرسالها لأقرب جمعية خيرية ....
نظرت للساعة صرخت مازال الوقت مبكراً ...
ياربي بعد كل ذلك الوقت الذي قضيته في ترتيب خزانتي...
رجعت لسريري لكن مازلت في حالة أرق فجلست أرقب سقف غرفتي وأعد زواياه وأركانه فإكتشفت أن غرفتي عبارة عن ست مربعات ولكل مربع له زواياه الخاصة به ....
أخذت أمتر خزانتي أعد أبوابها وأدراجها أعد حتى كم يحوي الريموت من أرقام وحروف ياالممل..
فأخذت الأوراق والقلم...
هناك فكرة في الجوار إنها تغزو عقلي الصغير لكن لم أعرف كيف أعبر فكتبت كل الحروف ومسحت كل الحروف أخيراً قلت
لماذا لاأرسم لوحة بقلمي وورقي إنني لست رسامة لكني أخذت دروس في الرسم في المدرسة وعندي ميل للرسم لأعبر عما يدور في داخلي...
لكن ماذا أرسم أولاً بدأت أخربش فرسمت وردة وهناك يد تمسكها لكن يالقسوة قلمي اليد تنزف لأن الوردة كانت تملؤها الأشواك السامة..
على الفور مزقت الورقة ورميتها في سلة المهملات ...
فبدأت أرسم طريق متعرج يقطعة نهر وهذا الطريق تحفة ألأشجار مكونه غابة غناء على طرفي الطريق والأرض مرتوية والحشائش تحشوها كقطعة فرش أخضر يحيطة الأثاث من كل جانب . وهناك فتاة فارعة الطول تلبس فستان مشجر وترتدي قبعة وشعرها الطويل تعبث به نسائم ليلية هادئة إنها تنظر ناحية أخر زاوية في ذلك الطريق الموحش حيث يوجد منزلها إنها تغطي جسمها بذلك الوشاح الأحمر وتحمل في يدها سلة للزهورفكانت تمسك القبعة بيدها إنها تشبة صاحبة الرداء الأحمر التي قرأنا عنها وشاهدناها في حكايات عالمية لكني لايوجد عندي ألوان لذلك سأستخدم طريقة التنقيط لحشو الأماكن المظلمة وأقلل من النقط في الأماكن المضيئة ولذلك في أخر لمسة نظرت للوحة فوجدتها مليئة باللون الأسود والأبيض ولم يبقى غير بعض الظل لهذي الشجرة وتلك . وأخر شي ء الفتاة بلا ظل فأخذت أرسم ظلها حتى إنتهيت منها . رفعتها عالياً لأتأملها بوضوح ولتكتمل الصورة التي في عقلي نظرت فيها صرخت رميتها بعيداً عني كانت الصورة تحوي فتاة فارعة الطول تسير في طريق متعرج مرتدية فستان مشجر ومتوشحة بوشاح أسود وتحمل سلة للزهور وكانت تقطع الغابة وتنظر لبيتها الموجود على التلة لكن ماأرعبني هو ظلها فوجدته صورة لطفل صغير سرعان ماتحول لشخص هرم محني الظهر ونظر إلي ... فصرحت وصرخت فسقطت من على سريري فإذا بي في حجرتي والساعة تشير إلي الثامنة صباحاً ولم يكن هناك رسم أوترتيب حجرة فقط الذي أذكرة هو إني دخلت الحجرة وأنا خائفة من صوت البرق والرعد وغفت عيني على مخدتي ولأني نسيت أقراء الأذكار قبل نومي أصبحت الكوابيس معي طيلة الليلة وأنا أعتقد بأني صاحية لم أنم وفاتتني صلاة الفجر هذا كله كان في تلك الليلة العاصفة من ليالي الشتاء الماضي....
بقلمي الصادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق